تقع المقابر الإسلامية في تلمسان في معظم الأحيان خارج أسوار المدينة، بالقرب من الطرق المؤدية إلى الأبواب الرئيسية للمدينة، ولذلك كان عدد المقابر في المدينة بحسب عدد سكانها.
توجد مقابر خاصة بالعائلة الحاكمة وبالبيوت العريقة، وببعض العلماء والفقهاء والأولياء الصالحين تقع هذه المقابر داخل المدينة وتعرف بالروضات أو الخلوة، في حجرات بالمساجد أو في جنان القصور مثل روضة أل زيان، الكائنة بدويرة بالجامع الأعظم بتلمسان ؛ وبحديقة مسجد سيدي إبراهيم المصمودي، عند المدرسة اليعقوبية، وروضة أبي مدين بالعباد، وروضة الشيخ السنوسي وغيرها.
أما مقابر العامة فتقع خارج المدينة، وعندما يتسع عمرانها وينتشر، تصبح بعض المقابر داخل أسوارها. وكان أهل تلمسان شديدي الحرص على زيارة مقابر وأضرحة الشيوخ والمتصوفة، كما كانوا يعتقدون بأن بركة الشيخ تحرس مدينتهم وتحميها من الغزاة. ولذلك عمدوا إلى دفن هؤلاء الشيوخ الصالحين بالقرب من أبواب المدينة ومداخلها، فدفن العالم الفقيه أبو يعقوب يوسف التفريسي بالمكان المعروف بباب وهب، وقبره بها مشهور ، ودفن السلطان أبو تاشفين الأول بالقرب منه تبركا به .
ودفن أبو يوسف يعقوب علي الصنهاجي، بالمكان المعروف بالمرج بين الأسوار خارج باب الجياد، جنوب المدينة بالقرب من الموضع المعروف بالحفير، وكان الناس يقصدون ضريحه للتبرك والدعاء عنده .
ودفن الشيخ الفقيه أبو العباس أحمد بن منصور ابن صاحب الصلاة، خارج باب العقبة وقبره معروف مزار في عهد ابن مرزوق الخطيب، إلى جانب الشيخين العالمين الدوادي وابن غزلون .
ودفن يعقوب بن يوسف بن عبد الواحد المغراوي، بالمكان المعروف بعين وانزونه خارج باب الجياد، وقبر العالم الصالح أبو سعيد الشريف الحسني شرق باب القرمادين . ودفن الشيخ الصالح أبو عبد الله الشوذي الإشبيلي المعروف بالحلوي خارج باب علي، ودفن الشيخ أبو جمعة الكواشي المضغري بالقرب من باب كشوط، حيث كان يكثر من الجلوس في هذا الموضع، وقبره معروف بمحاذاة ضريح الحاج بن عامر .
أما الشيخ أبو العلاء المديوني فقد دفن بمسجد الرحمة بالعباد العلوي، ودفن الشيخ أحمد بن أحسن الغماري بخلوته شرق الجامع الأعظم بتلمسان .
ودفن الشيخ أحمد بن محمد بن زكري، بروضة الشيخ السنوسي ، وصارت حديقة مسجد سيدي إبراهيم المصمودي مقبرة لآل زيان، ثم تحول الاسم إلى مقبرة سيدي إبراهيم نسبة إلى الصالح المصمودي المدفون بنفس المقبرة . وكانت تعرف في عهد المؤرخ ابن مريم الذي عاش ما بين القرنين السادس والسابع عشر الميلاديين، بروضة آل زيان.